تحليل المعادن في أنسجة الشعر (HTMA) للكلاب

يستخدم اختبار تحليل المعادن في أنسجة الشعر (HTMA) أنسجة الشعر للتحليل. أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل استخدام الشعر مفيدًا هو استقراره، بعكس الدم أو البول، على مر الزمن وقدرته على تقديم معلومات حول النشاط الكيميائي لعدة أشهر في عينة واحدة. يعتبر جمع العينة عملية غير جراحية ويمكن القيام بها من دون الحاجة لتدخل بيطري.

يُستنزف من الجسم مجموعة واسعة من العناصر الغذائية الأساسية بسبب الضغوط الجسدية والعاطفية والكيميائية التي قد يتعرض لها. في كثير من الحالات، تتطور الأمراض المزمنة عبر مراحل وعلى مرّ الوقت، وتعتبر الأمراض البيئية نتيجة للتعرض المتزايد للسموم البيئية وهو أمر نراه بكثرة هذه الأيام. تتداخل هذه العوامل مع عوامل صحية أخرى، مما يؤدي إلى تراكم السموم في الأنسجة والإخلال بوظائف الجسم الطبيعية.

يحدد تحليل المعادن في أنسجة الشعر (HTMA) للكلاب النقص أو الزيادة في مستويات المعادن الأساسية والنسب، كما يحدد السموم التي قد تدعو للقلق. يتضمن التقرير المخبري الكامل لتحليل المعادن في أنسجة الشعر (HTMA) توصيفات ورسوم ومخططات بيانية ووثائق داعمة لشرح الحالة الاستقلابية الفريدة للكلب. ويقدم التحليل توصيات لمعالجة نقص التوازنات المعدنية، وعكس تراجع الحالة الجسدية، وتنشيط عملية أيض الخلايا (الطاقة).

طريقة غير جراحية للكلاب

يُعتبر تحليل المعادن في أنسجة الشعر (HTMA) اختبارًا قياسيًا معترف به عالمياً يُستخدم للمراقبة الحيوية للعناصر النزرة والمعادن السامة في الكائنات البشرية والحيوانية بما في ذلك الكلاب والقطط والخيول. ويستخدم هذا التحليل التشخيصي نفس تقنية التحليل المستخدمة في اختبار التربة واختبار عينات الصخور لاكتشاف مستويات المعادن. لماذا الشعر؟ يعتبر الشعر من أكثر السمات التعريفية للثدييات. ويحتوي، مثل الأنسجة الأخرى في الجسم، على معادن تترسب أثناء نموه. ويبدأ نمو الشعر داخل بصيلة الشعر. يتواجد الجزء "الحي" من الشعر داخل بصيلة الشعر ويظل التركيب المعدني ضمن القشرة سليمًا مع استمرار نمو الشعر. توفر عينة من الشعر بطول 1 إلى 1-1/2 بوصة تُقص بالقرب من فروة الرأس معلومات حول النشاط المعدني في الشعر الذي حدث خلال الثلاثة إلى أربعة أشهر الماضية.

يقدّم تحليل المعادن في أنسجة الشعر للكلاب (HTMA) معلومات مفصلة حول صحة كلبك. يتضمن الاختبار العناصر الغذائية والعناصر الإضافية والنسب ذات الدلالة، بالإضافة إلى مؤشرات الغدد الصماء ومؤشرات الأداء. يُعد تحليل المعادن في أنسجة الشعر (HTMA) أداة فعّالة لفحص السموم، حيث يُمكِنُهُ تحديد العناصر السامة والنسب السامة كذلك الأمر. منذ مائة عام فهم علماء التربة أهمية العناصر المعدنية النزرة في صحة النباتات. ويستخدم علماء الأنثروبولوجيا الطبية الشرعية تحليل الشعر بشكل مكثف لفهم النظام الغذائي والظروف البيئية للحيوانات وصولا إلى عصور ما قبل التاريخ. 

تقرير تحليل المعادن في أنسجة الشعر (HTMA) للقطط

وتشمل المجالات الهامة للتقرير ما يلي:
  1. العناصر السامة
  2. نسب السموم
  3. العناصر الغذائية
  4. النسب ذات الدلالة
  5. مؤشر الغدد الصماء
  6. مؤشر الأداء
  7. توصيات المكملات الغذائية

المعادن السامة

في قسم العناصر السامة، يتم عرض النتائج المتعلقة بكل من العناصر السامة المذكورة. تدخل هذه العناصر إلى الجسم، سواءً عبر التنفس، أو الامتصاص عبر الجهاز الهضمي، وحتى عبر الجلد، اعتمادًا على تركيبها الكيميائي. وبما أننا نعلم جيدًا أنه لا توجد مستويات آمنة للعناصر الثقيلة السامة المختبرة، فإنه من الأفضل أن تبقى جميع مستوياتها منخفضة بقدر الإمكان، وأن تقع داخل النطاق المرجعي الأبيض. إذ أن أي نتيجة تحليل تقع ضمن المنطقة الملونة العلوية يجب أن تُعَتبَر ذات دلالة هامة، وقد يستدعي ذلك إجراء مزيد من التحقيق لتحديد إمكانية وجود أهمية سريرية، وتحديد الخطوات التي يمكن اتخاذها للتخفيف من درجة التعرض. هذه العناصر السامة معروفة جيدًا بتداخلها مع الوظائف الكيميائية الطبيعية، وعادةً ما توجد في البيئة، مما يعني أنها موجودة بدرجة معينة في جميع الأنظمة البيولوجية. تشكل هذه المعادن مصدر قلق لنسبة السموم في الجسم عند تراكمها في الأنسجة بشكل زائد.

يُبيّن هذا الرسم البياني وجود مستويات ملموسة من اليورانيوم والزرنيخ والزئبق والكادميوم والألومنيوم. يحتل الزرنيخ المرتبة الأولى في قائمة المواد الخطرة ذات الأولوية لعام 2011 التي وضعتها وكالة تسجيل المواد السامة والأمراض (ATSDR)، ويأتي الزئبق في المرتبة الثالثة. ويُعتَبَر الزرنيخ مادة معروفة كمسبب للسرطان ويؤثر على الجلد والجهاز الهضمي والكبد والجهاز العصبي والجهاز التنفسي. تُسبِب مركبات الزرنيخ ردود فعل في الجسم يعيق عمل الإنزيمات التي تشترك في التنفس الخلوي وتحليل الدهون والكربوهيدرات واستقلابها. يمكن أن يؤدي تراكم مستويات سامة من الزرنيخ إلى حدوث الشلل والغيبوبة ومشاكل في القلب وحتى الوفاة. ويُعتبر الألومنيوم العنصر السام الأكثر شيوعًا الذي يُكتشف بمستويات مرتفعة في تقييمات تحليل المعادن في أنسجة الشعر لدى الكلاب. وقد وُصِفَ الألومنيوم بأنه سم بروتوبلازمي وسم عصبي مزمن. وعلى الرغم من إمكانية جسم الإنسان التخلص من الألومنيوم بشكله الطبيعي، إلا أن هذا العنصر - على غرار الزئبق - يكون سامًا لجميع أشكال الحياة عندما يتراكم في أنسجتها. إذ يتراكم في الدماغ، فضلاً عن أنسجة الأعصاب والعظام والأسنان. أظهرت اختبارات متابعة لتحليل المعادن في أنسجة الشعر لدى الخيول أن التغييرات التي تم إجراؤها في النظام الغذائي والمكملات الغذائية أدت إلى تخفيض مستويات السموم في الأنسجة، وبالتالي سجل الكلب تحسنًا ملحوظًا في صحته.

النسب السامة

تتعرض جميع الحيوانات للمعادن السامة بدرجات متفاوتة، وتعتمد درجة الاحتفاظ بهذه المعادن السامة في جسم الكائن على درجة حساسيته ومدى تعرضه المحتمل لها. وغالبًا ما يشكل توازن المعادن الغذائية الوقائية داخل الجسم، بالنسبة لهذه المعادن الثقيلة، العامل الحاسم الذي يحدد مدى التعرض للتأثيرات السلبية. من خلال دراسة مستويات المعادن السامة مقارنةً مع المعادن الوقائية، يمكن في العديد من الحالات اكتشاف مدى تأثير المعادن الثقيلة على التغييرات الكيميائية غير الاعتيادية. يعرض هذه القسم العلاقات بين العناصر الغذائية الهامة والمعادن السامة. يجب أن تتواجد كل نتيجة من نتائج نسب المعادن السامة في المنطقة البيضاء العلوية من الرسم البياني، حيث يكون لكل زيادة في النسبة تأثيرًا إيجابيًا أكبر. أما النسب السامة التي تقع ضمن المنطقة الحمراء الداكنة، قد تشير إلى وجود تداخل للمعدن السام عند استخدام العنصر الغذائي.

نسب السموم: يلقي هذا الرسم البياني الضوء على وجود مستويات متوازنة تقريبًا من جميع المعادن الغذائية الوقائية، مُقارَنةً بالعناصر المعدنية السامة التي تم ملاحظة تراكمها على الأقل. هذا يعني أن لدى الكلب المعادن الغذائية الضرورية لحمايته من تراكم المعادن الثقيلة في أنسجته.

المعادن المغذية

بعد إجراء دراسات شاملة، تم تحديد المعادن الغذائية بدقة وتعتبر أساسية للعديد من الوظائف الحيوية. وهي تلعب أدوارًا محورية في عمليات الأيض مثل النشاط العضلي ووظائف الغدد الصماء وعمليات التكاثر وسلامة وتطوير الهيكل العظمي. يقدم هذا الجزء من التقرير مستويات المعادن الغذائية التي قد تكشف عن انحرافات معتدلة أو كبيرة عن المستويات الطبيعية. في الرسم البياني، تمثل المنطقة ذات اللون الأزرق الفاتح لمستويات المعادن النطاقات المرجعية المعتمدة والتي تم تحديدها بناءً على تحليل إحصائي للكلاب الصحية. يُمكن تصنيف مستوى المعدن الذي يخرج عن النطاق المرجعي كمشكلة تصنيفية، سواء كان زيادة أو نقص.

العناصر الغذائية: يُظهر هذا الرسم البياني انخفاضًا حاداً في مستويات الصوديوم. يُعتبر الصوديوم العامل الرئيسي في تحفيز الاستجابة الكظرية القوية. وعند نقصه، يُقلل من أداء الكلب بشكل كبير، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالسرعة، مما يؤدي إلى تعب الكلب بسرعة في مستويات الشدة العالية. ونظرًا لأن الزنك يميل إلى خفض مستويات الصوديوم في الأنسجة، فإن تحقيق توازن بين مستويات الزنك والصوديوم سيكون له تأثير إيجابي كبير على أداء هذا الكلب.

النسب ذات الدلالة

توضح الدراسات أنه عندما تُختل العلاقة التآزرية (أو النسب) بين بعض المعادن، قد تتأثر سلباً الوظائف البيولوجية الطبيعية والأنشطة الأيضية. في الرسم البياني، تمثّل المنطقة ذات اللون الأزرق الفاتح  لمستويات المعادن، النطاقات المرجعية المعتمدة والتي تم تحديدها من خلال تحليل إحصائي للكلاب الصحية. وبذلك يمكن بسهولة التعرف على النسب المعدنية التي تزيد أو تقل عن المتوسط. حتى في حالة وجود تركيزات منخفضة للغاية، تظل العلاقات التآزرية و/أو التنافسية بين المعادن قائمة، مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على الأيض والطاقة الخلوية واستجابة الجسم للضغوط وأكثر من ذلك.

النسب ذات الدلالة: يعرض هذا المثال عدة نسب بالقرب من النطاقات المرجعية المُعتمدة أو خارجها مباشرة. ينبغي أن تكون جميع النسب في حالة الكلب الصحي قريبة من المنتصف (المنطقة البيضاء) في النطاق المرجعي على الرسم البياني. تُعَتبر نسبة الزنك إلى النحاس في الرسم البياني صحية. تُمَثِل كل نسبة وظائف استقلابية مُختلفة وقادرة على تحديد الاتجاهات نحو مشكلات صحية. سيقوم التقرير بتحديد وشرح أي نسب تتجاوز النطاق المرجعي وسيقدم توصيات لتصحيح الخلل في التوازن.

مؤشر الغدد الصماء: تقوم الغدة الدرقية بدورها في ضبط معدل إنتاج الطاقة الخلوية المستدامة وإطلاقها. يعكس هذا الرسم البياني نشاط الغدة الدرقية ضمن المعدل الطبيعي.  بينما تُنتج الغدة الكظرية مجموعة من الهرمونات الأساسية، حيث يؤثر العديد منها على إنتاج الطاقة. ويُظهر هذا الرسم البياني انخفاض نشاط الغدة الكظرية.

مؤشر الغدد الصماء

يُعدُّ مؤشر الغدد الصماء تمثيلاً بيانياً يهدف إلى توضيح العلاقة المترابطة بين الغدد النخامية والكظرية والدرقية، والتي تُعرَف اختصاراً بمحور .P.A.T .  تتسبب هذه الغدد الصماء في التأثير على إنتاج الطاقة على مستوى الخلايا، وفي نهاية الأمر، تُؤثر على صحة الكلب وأدائه.  وفي الحالة المثلى، يجب أن يكون هناك توازن ضمن محور .P.A.T. ليس ضرورياً أن تكون المستويات داخل النطاق المثالي، حيث يُعَدُّ هذا النطاق مرجعاً فقط.   غير أنه يجب أن يتم توازنه سواءً أكان فوق أم دون النقطة "المثالية".  قد يُشير الانحراف البارز في محور .P.A.T إلى وجود اتجاه أو توجه نحو حالة صحية سلبية.   وفي حالة الحيوان الرياضي، يُعَكِّس الانحراف الكبير في محور .P.A.T تأثيراً سلبياً على السرعة و/أو القدرة على التحمل.

سيظهر على المؤشر أعلاه التوازن في محور P.A.T. بين الغدد النخامية والكظرية والدرقية. سيكون هذا التوازن واضحًا بحيث تمتد جميع أعمدة الرسم البياني بنفس الطول نحو اليمين.   في الواقع، من الأفضل أن تمتد الأعمدة الثلاثة جميعها حتى النقطة المتوسطة في الرسم البياني. ومع ذلك، كما ذُكر سابقًا، فإن أي توازن داخل الصندوق يُعتبر مقبولًا.

مؤشر الأداء

يعرض مؤشر الأداء علاقة الغدد المسؤولة عن إنتاج الطاقة (الغدة الدرقية والغدة الكظرية) بالسرعة والقدرة على التحمل.

مؤشر الأداء: يعكس هذا المثال هيمنة الغدة الدرقية على الغدد الكظرية. وهذا يشير إلى القدرة على التحمل لمسافات طويلة أو لفترات زمنية أطول. ومع ذلك، تتأثر بشكل سلبي السرعة والقدرة على الانطلاق بسرعة والقوة في الفترات الزمنية القصيرة أو على مسافات قصيرة.

توصيات المكملات الغذائية (الفيتامينات والمعادن الأساسية)

المعادن والفيتامينات الأساسية أمور ضرورية لضمان نموٍ صحيح وتطور ملائم للجسم، إلى جانب أدوارها الفسيولوجية المهمة.  لا يمكن لجسم كلبك تصنيع هذه المعادن ذاتياً، وبالتالي يجب الحصول عليها من خلال نظام غذائي مناسب.  يتم تقديم توصيات بشأن المكملات الغذائية للمساهمة في تصحيح وتحسين مستويات المعادن ونسبها في الجسم.  وتهدف هذه التوصيات إلى إعادة توازن الكيمياء الطبيعية في الجسم من خلال اقتراحات لاستخدام مكملات غذائية مُصمَّمَة خصيصًا لهذا الهدف.  من خلال تحسين مستويات المعادن ونسبها في جسم كلبك، سيتم تعزيز قدرته على الاستفادة من العناصر الغذائية بكفاءة، مما سيُسهِم بدوره في تعزيز إنتاج الطاقة وتحسين الصحة العامة.

انتقل إلى الأعلى