تحليل المعادن في أنسجة الشعر (HTMA) من أجلك

يُستخدَم تحليل المعادن في أنسجة الشعر على نطاق عالمي من قبل الأطباء والممارسين والعلماء. توفر عينة واحدة من الشعر معلومات عن عدة أشهر من النشاط الكيميائي بدلاً من النظرة السريعة التي نحصل عليها من تحاليل الدم وذلك كون الأنسجة تبقى مستقرة بمرور الوقت في الشعر. إن الحصول على العينة غير مكلف وغير جراحي، ويمكن إجراؤه بسهولة دون الحاجة إلى تدخل طبي.

تستنزف الضغوطات البيوكيميائية والجسدية والعاطفية الجسم من العناصر الغذائية الأساسية. ومع مرور الوقت وعلى مراحل قد ينتج عنها تطور المرض المزمن وظهور مرض العوامل البيئية نتيجة التعرض للسموم البيئية. هذه المشاكل، إلى جانب هجمات صحية أخرى، تؤدي إلى تراكم السُمُوم في الأنسجة وقد تُخلِّف اختلالًا في الكيمياء الطبيعية للجسم.

يحدد تحليل مختبر تحليل المعادن في أنسجة الشعر (HTMA) النقص أو الزيادة في مستويات المعادن الأساسية الضرورية والنسب ذات الدلالة، كما يحدد المعادن الثقيلة السامة التي تدعو للقلق. يتضمن التقرير المخبري الكامل رسوم ومخططات بيانية ووثائق داعمة لشرح الحالة الاستقلابية الفريدة للفرد. ويقدم التحليل توصيات تصحيحية لمعالجة نقص التوازنات المعدنية، وإزالة أعراض الضعف المصاحبة لها، وتنشيط عملية أيض الخلايا.

تقييم التقدم المحرز

يُوصَى بإعادة إجراء التحليل بعد مرور 4-6 أشهر لمراقبة تقدُّم الحالة. غالبًا ما تكون النتائج مختلفة تمامًا عن التحليل السابق. وبناءً عليه، يتم التوصية ببروتوكول تصحيحي مُعَدَّل ومُحَدَّث. إن إعادة التحليل طريقة فعالة لتحفيز التَّحَسُّن التَّدْريجِي من خلال التعامل مع التفاعلات السلبية المحتملة نتيجة إزالة السُمُوم وإعادة ضبط نسب المعادن ومستوياتها. يُكرَّر التحليل لمراقبة التقدُّم حتى يتم تحقَيق توازنًا بيوكيميائيًّا صحيًّا. إن إعادة إجراء تحليل المعادن في أنسجة الشعر (HTMA) هي طريقة فعالة بيوكيميائيًّا ومجدية مادياً لمراقبة التقدُّم المحرز في التخلص من السُمُوم.

يعتبر الشعر من أكثر السمات التعريفية للثدييات. ويحتوي، مثل الأنسجة الأخرى في الجسم، على معادن تترسب أثناء نموه. يستخدم تحليل المعادن في أنسجة الشعر (HTMA) نفس تقنية التحليل المستخدمة في اختبار التربة واختبار عينات الصخور لاكتشاف مستويات المعادن. يبدأ نمو الشعر داخل بصيلة الشعر. يتواجد الجزء "الحي" من الشعر داخل بصيلة الشعر ويظل التركيب المعدني ضمن القشرة سليمًا مع استمرار نمو الشعر. توفر عينة من الشعر بطول 1 إلى 1-1/2 بوصة تُقص بالقرب من فروة الرأس معلومات حول النشاط المعدني في الشعر الذي حدث خلال الثلاثة إلى أربعة أشهر الماضية.

لقطة شاشة 2020-09-04-at-12.17.57-PM.png

العناصر السامة

في قسم العناصر السامة، يتم عرض النتائج المتعلقة بكل من العناصر السامة المذكورة. ويُفضِّل أن تكونَ جميعُ المستويات منخفضة قدر الإمكان وأن تقع داخل النطاق المرجِعي الأبيض السفلي. يجب اعتبار أي نتيجة اختبار تقع ضمن المناطق الحمراء الداكنة العلوية على أنها ذات دلالة هامة. قد تتطلب هذه المعطيات مزيدًا من التحقيق لتحديد إمكانية الأهميَّة السريريَّة الفعليَّة. تُعرف المعادِن السامة (المعادِن الثقيلَة) جيدًا بتداخلها مع الوظائف الكيميائية الطبيعية. وعادةً ما توجد هذه السُموم في البيئة، وبالتالي فهي موجودة بدرجة ما في جميعِ الأنظمة البيولوجية. ومع ذلك، تشكل هذه المعادن مصدر قلق لنسبة السموم في الجسم عند تراكمها في الأنسجة بشكل زائد.

العناصر السامة: يُظهِر هذا الرسم البياني ارتفاع نسبة اليورانيوم بشكل كبير فوق النطاق المرجعي المعتمد. يمكن العثور على اليورانيوم بكميات مرتفعة في مناطق جغرافية حول العالم. من المهم بشدة في هذه الحالة إجراء فحص دقيق لمنزل العميل، حيث قد يكون سبب ارتفاع هذه النسب هو وجود غاز الرادون في المنزل. في هذه الحالة من المهم أيضًا إجراء اختبار لكشف الرادون لقياس درجة التعرض بدقة.

نسب السموم

يعرض هذه القسم العلاقات بين العناصر الغذائية الهامة والمعادن السامة. يجب أن تتواجد كل نتيجة من نتائج نسب المعادن السامة في المنطقة البيضاء العلوية من الرسم البياني، حيث يكون لكل زيادة في النسبة تأثيرًا إيجابيًا أكبر. وفيما يتعلق بالنسب السامة التي تقع ضمن المنطقة الحمراء الداكنة، قد تشير إلى وجود تداخل للمعدن السام عند استخدام العنصر الغذائي.

يتعرض كل فرد للمعادن السامة بدرجات متفاوتة، وتعتمد درجة الاحتفاظ بهذه المعادن السامة في الجسم على درجة حساسية الفرد الشخصية. وغالبًا ما يشكل توازن المعادن الغذائية الوقائية داخل الجسم، بالنسبة لهذه المعادن الثقيلة، العامل الحاسم الذي يحدد مدى التعرض للتأثيرات السلبية. على سبيل المثال، فإن تراكم الرصاص قد يكون له تأثير أكثر تدميرًا على الكيمياء الجسدية عندما يكون هناك نقص في مستويات الكالسيوم والحديد. من خلال دراسة مستويات المعادن السامة مقارنةً مع المعادن الوقائية، يمكن في العديد من الحالات اكتشاف مدى تأثير المعادن الثقيلة على التغييرات الكيميائية غير الاعتيادية.  

نسب السموم:  يُوضِح هذا الرسم البياني وجود مستوى منخفض من الحديد مقارنةً مع الرصاص (Fe/Pb).  عندما تكون مستويات الحديد كافية داخل الجسم، يمكن لهذين المعدنين أن يُظهِرا استجابة تنافسية أو وقائية تجاه التأثيرات الضارة للرصاص.  ومع ذلك، في حالة انخفاض مستوى الحديد بالمقارنة مع مستوى الرصاص، فقد ينخفض التأثير الوقائي للحديد على الرصاص.

لقطة شاشة 2020-09-04-في-12.18.23-PM.png

العناصر الغذائية

تم تحديد المعادن الغذائية بدقة وتعتبر أساسية للعديد من الوظائف الحيوية.  وهي تلعب أدوارًا محورية في عمليات الأيض مثل النشاط العضلي ووظائف الغدد الصماء وعمليات التكاثر وسلامة وتطوير الهيكل العظمي والنمو بشكل عام.  يقدم هذا الجزء من التقرير مستويات المعادن الغذائية التي قد تكشف عن انحرافات معتدلة أو كبيرة عن المستويات الطبيعية.  في الرسم البياني، تمثّل المنطقة ذات اللون الأبيض لمستويات المعادن، النطاقات المرجعية المعتمدة والتي تم تحديدها من خلال تحليل إحصائي للأشخاص الأصحاء. 

العناصر الغذائية:  يُظهر هذا الرسم البياني فقدان المغنيسيوم داخل الخلايا نتيجة ارتفاع مستوى الكالسيوم في الأنسجة.  يعتبر المغنيسيوم رابع أكثر المعادن وفرة في الجسم، وهو ضروري للاسترخاء العضلي وتخليق البروتين وتنشيط الأعصاب وإنتاج الطاقة على المستوى الخلوي. ويمكن أيضًا ملاحظة ارتفاع مستوى الصوديوم؛ فعندما يتواجد الصوديوم بمستويات مرتفعة، يزيد من احتمال الالتهابات ويشير إلى وجود ضغوط كبيرة. وهذا سيؤدي إلى تقلب المزاج والانفعالات السريعة واحتباس الماء، وغيرها من العوارض. يرجى ملاحظة وجود العديد من الزيادات والنواقص الأخرى في هذا الرسم البياني.

النسب ذات الدلالة

تُسلِّط النسب ذات الدلالة الضوء على العلاقات الفائقة الأهمية بين المعادن. إذ أن علاقات المعادن تتفوق بأهميتها على مستويات المعادن الفردية. تُظهِر هذه النسب التوازن البارز الذي يجب الحفاظ عليه باستمرار بين المعادن في الجسم من أجل وظائف استقلابية صحية وإنتاج الخلايا للطاقة بصورة مثلى.

تُشير الدراسات المستمرة إلى أن اضطرابات التمثيل الغذائي لا تحدث بالضرورة كنتيجة مباشرة لنقص أو زيادة في معدن محدد، بل تنبع غالبًا من تفاوت نسب المعادن بشكل غير طبيعي. نظرًا للعلاقات وللتفاعلات البينية المتشابكة بين هذه المعادن، فإن تحديد الاختلالات يكون أمرًا بالغ الأهمية. وبعد تحديد هذه الاختلالات، يمكن استخدام العلاج التصحيحي للمساعدة في استعادة التوازن الكيميائي بطريقة أكثر طبيعية.

النسب ذات الدلالة:  يُظهِر هذا الرسم البياني تزايد نسبة الكالسيوم إلى الفوسفور (Ca/P) ونسبة الصوديوم إلى البوتاسيوم (Na/K) ونسبة الكالسيوم إلى البوتاسيوم (Ca/K).  يُشير ارتفاع نسبة الكالسيوم مقارنةً بالفوسفور إلى تغيرات في معدلات الأيض، فيما تُظهِر نسبة الصوديوم إلى البوتاسيوم تواجد توتر شديد. كما تُشير نسبة الكالسيوم إلى البوتاسيوم إلى توجُّه نحو قصور الغدة الدرقية (الغدة الدرقية غير النشطة).  ويُقاوِم معدن الكالسيوم الاحتفاظ بالبوتاسيوم داخل الخلية.  ونظرًا لأهمية وجود البوتاسيوم بكمية كافية لتحفيز استجابة الأنسجة لتأثيرات هرمونات الغدة الدرقية، تُشير نسبة الكالسيوم إلى البوتاسيوم العالية إلى انخفاض وظيفة الغدة الدرقية و/أو استجابة الخلية للثيروكسين.  بالإضافة إلى ذلك، نرى نسبًا منخفضة لنسبة الصوديوم إلى المغنيسيوم (Na/Mg) ونسبة الكالسيوم إلى المغنيسيوم (Ca/Mg)، ونسبة الحديد إلى النحاس (Fe/Cu). وتُمثل النسبة المنخفضة لنسبة الصوديوم إلى المغنيسيوم قصور الغدد الكظرية، بينما تُظهِر النسبة المنخفضة لنسبة الكالسيوم إلى المغنيسيوم اضطرابات مستويات السكر في الدم. وتُشير النسبة المنخفضة لنسبة الحديد إلى النحاس، وعلى الرغم من أنها تقع ضمن نطاق المرجعية، إلى احتمالية وجود عدوى فيروسية.

توصيات المكملات الغذائية (الفيتامينات والمعادن الأساسية)

المعادن والفيتامينات الأساسية أمور ضرورية لضمان نموٍ صحيح وتطور ملائم للجسم، إلى جانب أدوارها الفسيولوجية المهمة.   لا يمكن لجسمك تصنيع هذه المعادن ذاتياً، وبالتالي يجب الحصول عليها من خلال نظام غذائي مناسب.   يتم تقديم توصيات بشأن المكملات الغذائية للمساهمة في تصحيح وتحسين مستويات المعادن ونسبها في الجسم.  وتهدف هذه التوصيات إلى إعادة توازن الكيمياء الطبيعية في الجسم من خلال اقتراحات لاستخدام مكملات غذائية مُصمَّمَة خصيصًا لهذا الهدف.   من خلال تحسين مستويات المعادن ونسبها في جسمك، ستعزز قدرتك على الاستفادة من العناصر الغذائية بكفاءة، مما سيُسهِم بدوره في تعزيز إنتاج الطاقة وتحسين الصحة العامة.

انتقل إلى الأعلى